الاصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


صداقات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير فاتحة الكتاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نفرتيتى
المشرف الاسلامى
المشرف الاسلامى



عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 15/02/2010

تفسير فاتحة الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: تفسير فاتحة الكتاب   تفسير فاتحة الكتاب Icon_minitimeالخميس مارس 18, 2010 2:46 pm

لثاني : أن الصلاة شرعت في مكة ، وهذا ضروري لدى جميع المسلمين ولم تعهد في الاسلام صلاة بغير فاتحة الكتاب ، وقد صرح النبي صلى الله عليه واله وسلم بذلك بقوله : " لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب " وهذا الحديث منقول عن طريق الامامية وغيرهم .


وذهب بعض : إلى أنها نزلت مرتين ، مرة في مكة ، واخرى في المدينة تعظيما لشأنها ، وهذا القول محتمل في نفسه وإن لم يثبت بدليل ، ولا يبعد أن يكون هو الوجه في تسميتها بالسبع المثاني ، ويحتمل أن يكون الوجه هو وجوب الاتيان بها مرتين في كل صلاة : مرة في الركعة الاولى ومرة في الركعة الثانية .


( 1 ) صرح بذلك في عدة من الروايات : منها رواية الصدوق والبخاري وسنذكرهما بعد هذا . ( * )




- ص 419 -

فضلها : كفى في فضلها : أن الله تعالى قد جعلها عدلا للقرآن العظيم في آية الحجر المتقدمة ، وأنه لا بد من قراءتها في الصلاة بحيث لا تغني عنها سائر السور ، وأن الصلاة هي عماد الدين ، وبها يمتاز المسلم عن الكافر . " وسنبين - إن شاء الله تعالى - ما اشتملت عليه هذه السورة من المعارف الالهية على اختصارها " .


روى الصدوق باسناده عن الحسن بن علي - العسكري - عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام . أنه قال : بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها : بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه واله

وسلم يقول : إن الله تعالى قال لي يا محمد : " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم 15 : 87 " . فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش . . " ( 1 ) .


وروى البخاري عن أبي سعيد بن المعلى ، قال : " كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه واله وسلم فلم أجبه . قلت : يا رسول الله إني كنت اصلي . قال : ألم يقل الله : " استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم 24 : 8 " .

ثم قال : ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ؟ فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج ، قلت : يا رسول الله إنك قلت ألا اعلمك أعظم


( 1 ) تفسير البرهان ج 1 ص 26 . ( * )




- ص 420 -

سورة من القرآن ؟ قال : الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " ( 1 ) .


آياتها : المعروف بين المسلمين : أن عدد آياتها سبع ، بل لا خلاف في ذلك وروي عن حسين الجعفي : أنها ست ، وعن عمرو بن عبيد أنها ثمان ، وكلا القولين شاذ مخالف لما اتفقت عليه روايات الطريقين من أنها سبع آيات .


وقد مر أنها المراد من السبع المثاني في الاية المتقدمة ، فمن عد البسملة آية ذهب إلى أن قوله تعالى : " صراط الذين أنعمت عليهم " إلى آخر السورة آية واحدة . ومن لم يعدها آية ذهب إلى أن قوله تعالى : " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " آية مستقلة .


غاياتها : الغاية من السورة المباركة بيان حصر العبادة في الله سبحانه ، والايمان بالمعاد والحشر . وهذه هي الغاية القصوى من إرسال الرسول الاكرم وإنزال القرآن ، فإن دين الاسلام قد دعا جميع البشر إلى الايمان بالله وإلى توحيده : " قل يا أهل

الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله 3 : 64 " . وأنه لا يستحق غيره لان يعبد ، فالشر - وكل موجود مدرك - يجب أن يكون خضوعه وتوجهه لله وحده . وبرهان ذلك - في هذه السورة الكريمة -

* هامش *

( 1 ) البخاري ج 6 ص 103 باب فاتحة الكتاب . ( * )




- ص 421 -

هو أن العاقل إنما يخضع لمن سواه ويعبده ، ويتوجه إليه بحوائجه ، إما لكمال في ذلك المعبود المستعان - والناقص مجبول على الخضوع للكامل - وإما لاحسانه وإنعامه عليه ، وإما لاحتياج الناقص في جلب منفعة أو دفع مضرة ، وإما لقهر الكامل وسلطانه فيخضع له خوفا من مخالفته وعصيانه .


هذه هي الاسباب الموجبة للعبادة والخضوع . وأيها ينظر فيه العاقل يراه منحصرا في الله سبحانه .

فالله هو المستحق للحمد ، فانه المستجمع لجميع صفات الكمال ، بحيث لا يتطرق إلى ساحة قدسه شائبة نقص .

والله هو المنعم على جميع العوالم الظاهرية والباطنية المجتمعة والمتدرجة ، وهو مربيها تكوينا وتشريعا .

والله هو المتصف بالرحمة الواسعة غير القابلة للزوال .

والله هو المالك المطلق ، والسلطان على الخلق بلا شريك ولا منازع .

فهو المعبود بالحق لكماله وإنعامه ورحمته وسلطانه ، فلا يتوجه الانسان العاقل إلا إليه ، ولا يعبد إلا إياه ، ولا يستعين إلا به ، ولا يتوكل إلا عليه ، لان ما سوى الله ممكن ، والممكن محتاج في ذاته .


والاستعانة والعبادة لا تكونان إلا للغني : " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد 35 : 15 " .


وبعد أن أثبت تبارك وتعالى أنه هو المستحق للحمد والثناء بقوله : " الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين " لقن عباده أن يقولوا بألسنتهم وقلوبهم : " إياك نعبد وإياك نستعين " .


ثم أشار تعالى إلى أحوال البشر بعد إرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، وإتمام الحجة عليهم، وأنهم قد انقسموا إلى ثلاثة أقسام :

الاول : من شملته العناية الالهية والنعم القدسية ، فاهتدى إلى الصراط المستقيم ، فسلكه إلى مقصده المطلوب وغايته القصوى ، ولم ينحرف عنه يمينا ولا شمالا .

- ص 422 -

الثاني : من ضل الطريق فانحرف يمنة ويسرة إلا أنه لم يعاند الحق ، وإن ضل عنه لتقصيره ، وزعم أن ما اتبعه هو الدين ، وما سلكه هو الصراط السوي .


الثالث : من دعاه حب المال والجاه إلى العناد فعاند الحق ونابذه ، سواء أعرف الحق ثم جحده أم لم يعرفه . ومثل هذا - في الحقيقة - قد عبده هواه ، كما أشار سبحانه إليه بقوله : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه 45 : 22 " . وهذا الفريق أشد كفرا من سابقه ، فهو يستحق الغضب الالهي بعناده زائدا على ما يستحقه بضلاله .


وبما أن البشر لا يخلو من حب الجاه والمال ، ولا يؤمن عليه من الوقوع في الضلال ، وغلبة الهوى ما لم تشمله الهداية الربانية ، كما أشير إلى هذا في قوله تعالى : " ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم 24 : 21 " .


لقن الله عبيده أن يطلبوا منه الهداية ، وأن يقولوا : " إهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " فالعبد يطلب من ربه الهداية المختصة بالمؤمنين ، وقد قال تعالى : " والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم 2 : 213 " .

ويسأله أن يدخله في زمرة من أنعم عليهم وفي السالكين طريقتهم ، كما أشير إليه بقوله تعالى : " أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية

- ص 423 -

آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا 19 : 85 " .

وأن لا يسلك طريق الطائفتين الزائغتين عن الهدى : " المغضوب عليهم والضالين " .


خلاصة السورة : إنه تعالى مجد نفسه بما يرجع إلى كمال ذاته ، ومجدها بما يرجع إلى أفعاله من تربيته العوالم كلها ، ورحمته العامة غير المنفكة عنه ، وسلطانه يوم الحشر وهو يوم الجزاء ، وهذا هو هدف السورة الاولى .


ثم حصر به العبادة والاستعانة ، فلا يستحق غيره أن يعبد أو يستعان ، وهذا هو هدفها الثاني .


ثم لقن عبيده أن يطلبوا منه الهداية إلى الصراط المستقيم الذي يوصلهم إلى الحياة الدائمة ، والنعيم الذي لا زوال له ، والنور الذي لا ظلمة بعده ، وهذا هو هدفها الثالث .


ثم بين أن هذا الصراط خاص بمن أنعم الله عليهم برحمته وفضله ، وهو يغاير صراط من غضب عليهم وصراط الآخرين الذين ضلوا الهدى ، وهذا هو هدفها الرابع .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير فاتحة الكتاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاصدقاء :: المنتدى الاسلامى :: قرأن كريم-
انتقل الى: